الوقت كالسيف
بعد نهاية كل سنة دراسية نستقبل في السعودية الاجازة الصيفية الطويلة التي لطالما كانت تحتوي على الكسل و الأوقات الفارغة التي تهدر من غير انجاز و من غير استغلال , انتشر هذا المبدأ عندنا من سنين الا و هو أن الاجازة عبارة عن أكل و نوم و راحة من الدراسة , إما أن تسافر خارج البلاد او داخل البلاد لمدة أسبوع او اسبوعين من أصل ثلاث أو اربع أشهر ثم ترجع للمنزل و تكمل مدتك حبيس المنزل
أشعر أن الأشخاص الذين لا يفعلون شيئاً في الاجازة و يعتمدون على الترفيه الكسول مثل مشاهدة الأفلام و اللعب بالبلايستيشن أو الجلوس في الاستراحة مثل السجين و لكن في منزله مع بعض الكماليات , أكاد أقسم انه لا يجوز أن يضيع الشخص إجازته في هذه الترهات و الأوقات الفارغة الكثيرة التي لا تعد و لا تحصى
أريدك أن تتخيل معي أن الوقت كله لك و أن المجتمع كله معك و والديك يوفرون كل شيء و لا تستطيع فعل شيء !!
الاجازة عبارة عن كنز ثمين و لكن تعودنا أنها مجرد وقت نرتاح فيه وبعد ذلك نعود للروتين الدراسي ثم تدور الدائرة كما كانت , لو سألتني ماذا نستطيع أن نفعل في الإجازة , أقول لك نستطيع أن نخترع نستطيع أن نخدم مجتمعنا نستطيع أن نقرأ أكثر من مئة كتاب نستطيع أن نبني أنفسنا نستطيع أن نزرع و نسقي نستطيع أن نفتح مشاريع نستطيع أن نشارك في أنشطة شبابية مثل شباب طيبة نستطيع أن نخدم حجاج بيت الله نستطيع أن نفعل الكثير و الكثير نستطيع أن نفعل ما نريد
العطاء ليس له حدود و المشاريع لا تتوقف و الساعة لا ترجع للخلف , الناس تمضي و أنت متوقف مثل الصخرة لا تتحرك لا تنجز , يقول الحكماء "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" من شدة أن استغلال الوقت مهم و استغلال كل ثانية و دقيقة و ساعة من الوقت مهم شبه الحكماء الوقت بالسيف و إن لم تستثمر وقتك أصبح الوقت يمزقك و يقطعك و لا تستطيع فعل حتى تقطع بما يفيدك