العربي الصابر
في كلمة لحنان الهوني عن الصبر ذكرت شيء جميل عن قيمة الصبر " الصبر قيمة أصبحت بلا قيمة، ذلك الصبر الذي يحدثنا عنه الإباء والمفكرون والعلماء “
في عصر التقدم والسرعة في عصرنا هذا أصبح للوقت والثواني قيمة ولكن فرغ الصبر من الناس، التغيير والنجاح والتقدم لا يأتون إلا بالصبر، أصبح الناس عُجالا لا تستطيع إيقاف أحدهم أو جعله ينتظر
يحدثني صديقي عبد الرحمن الذي يعمل لدى سوق الكتروني في خدمة المبيعات بقصة ظريفة أن هنالك عميل أتصل به وأخبره أن طلب قطعة هذا الصباح ويريدها في الليل فأخبره عبد الرحمن بأن ينتظر الى ثلاث أيام لكي تستطيع الشركة أن ترسل له الطلب فأغلق السماعة وهو في شدة غضبه، ثم اتصل اليوم الثاني فأخبره بإن القطعة لم تصل، شيءٌ عجيب أضحكتني هذه القصة بقدر ما جعلتني أفكر ما الذي دهى الناس
العبرة من هذا القصة أن الناس وبكثرة أصبحوا مثل هذا العميل يريدون أن ينهوا كل شيء بسرعة فائقة أصبحوا مثل الأطفال عندما لا تأتي بشيء يطلبه يبدأ بالبكاء والصياح عليه وهذه خصلة وقيمة غير جيدة بدأت تنتشر في المجتمع
لطالما سمعنا عن أباءنا الصبر الذي عاشوه الصبر الذي نحتهم حتى يصبحوا رجال متوازنين صابرين فالصبر خصلة العاقلين والعلماء والمفكرين ولطالما سمعنا عن العرب وكان مشهوراً بين الأمم السابقة أن الرجل العربي لديه قيم وخير هذه القيم الصبر فكان العربي يصبر أسابيع وشهور وكان العربي يسافر لمدة طويلة وهو صابر لا تهزه العجلة الصبيانية وكان العربي في بعض أيامه ينام بلا عشاء ويصبر لا يبدأ بالنياح بل ينام قرير العين متكلاً على الله
وختام مقالتي أود أن أنوه أنه لا يزال هنالك صابرين في وقتنا هذا وإني لأعتبرهم عظماء وأود أن أنوه أيضاً أن الصبر يعطي لصاحبه قرار في قلبه وتوازن في أفعاله وأفكاره واتكالاً على الله فكونوا صابرين