أنا خريج

الكاتب/ حمدان الزلباني


كلمة يرددها طلاب السنة الاخيرة في كل تخصص جامعي، هذه الكلمة تعكس أمران، فرحة بالقادم، ثم حيرة فيما بعد القادم، يسعدني أن أقول مقدماً: مبارك لكل خريج، بعد تعباً تكلل بالنجاح، لكن من عادتي أن أسئل سؤال: ماذا ستصنع بعد التخرج؟

يدخل صاحبنا في حيرة من أمره، فهو لا يعرف هل سيبحث عن وظيفة، أم يتزوج، أم سيكمل الدراسات العليا؟

قليل من نجدهم يقررون مصيرهم بعد التخرج بناء على أهداف مدروسة، ووضع احتمالات لأكثر من موقف قد يقابلهم مستقبلاً.

أما بقية من أعرفهم فقد قرروا خوض مضمار الحياة عبر تقليد الآخرين في قراراتهم، متناسين أن قانون سوق العمل قد تغير من "السوق للجميع" إلى "السوق للأفكار الرائدة"، فلم تعد دولتنا تستوعب العدد الهائل من الخريجين مقارنة بعدد الوظائف، وبنفس الوقت هناك وظائف خاصة في شركات ومؤسسات لمن هو أهل لها، ويبقى الخيار الثالث وهو تأسيس مشروع ريادي خاص بك أيه الخريج.

بقي عليّ أن أذكركم بشيء، وهو أن قانون الرزق الألهي مقرونٌ بالسعي للحصول على الرزق، كالنحل التي تتلقى مصدر غذائها في أكثر من وجهة، وتعيش في الجبال وعلى الشجر، وكالطير تروح خماصا في كل اتجاه وتعود بطانا.

فالسماء لن تمطر ذهب، فإياك والتواكل، فأنه سبب كل بلية وبطالة.

ومن يتهيأ صعود الجبال *** يعش أبدا الدهر بين الحفر

تم عمل هذا الموقع بواسطة