المسجد النبوي.. مسجد أشرف الخلق وأفضلهم
ثاني أهم الاماكن المقدسة
المسجد النبوي.. مسجد أشرف الخلق وأفضلهم
الصلاة فيه عن ألف صلاة
يعتبر المسجد النبوي من أحد أهم المعالم الاسلامية في العالم أجمع فهو المسجد الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي يحتوي على قبر صاحبه وهو ثلني أقدس الاماكن بعد المسجد الحرام, وفيه روضة من الجنة شرف الله بها المسجد النبوي, وهو خير الاماكن التي يقصدها الناس حيث الصلاة فيه تعدل 1000 صلاة عن غيره وهو من المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها.
بناء الحرم النبوي
عندما وصل النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، استقبله جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار، و بركت النافة التي كان يركبها في أرض تقع في وسط المدينة، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البقعة لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وكان طوله ما يقارب 35 متراً طولاً, و30 متراً عرضاً وكانت أعمدت المسجد من جذوع النخل وسقفه من أغصان النخيل وأساسه من الحجارة.
توسعات المسجد النبوي
شهد المسجد النبوي عبر تاريخه عشر توسعات ومن أكبر توسعة الملك عبدالله رحمه الله من التوسعات التي شهدها المسجد:
التوسعة الاولى في عهد الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 17هـ، ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس فقام - رضي الله عنه - بشراء الاراضي التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد, وكانت توسعته من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية.
وفي سنة 29 للهجرة إبّان عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -, ضاق المسجد النبوي بالمصلين، فشاور - رضي الله عنه - أهل الرأي من الصحابة في توسعة المسجد، فاسـتحـسنوا ذلك، ووافقوه الرأي فبدأ بتوسعته من جهة القبلة (الجنوب) عشرة أذرع، ومن جهة الغرب عشرة أذرع، ومن الجهة الشمالية (20) ذراعاً، ولم يزد في أبواب المسجد النبوي الشريف؛ بل بقيت كما كانت بواقع سـتة أبواب.
وفي عهد الوليد بن عبدالملك؛ شهدت توسعته لأول مرة بالمسجد النبوي الشريف بناء المنارات؛ حيث عمل للمسجد أربع منارات في كل ركن منارة، وعملت شرفات في سطح المسجد، وكذلك عمل محراب مجوف لأول مرة؛ حيث لم يكن قبل ذلك المحراب مجوفاً.
وحينما زار الخليفة المهدي المدينة المنوّرة في حجه سنة 160هـ، أمر عامله على المدينة جعفر بن سليمان؛ بتوسعة المسجد النبوي الشريف وقد دامت مدة التوسعة خمس سنوات كانت توسعته من الجهة الشمالية فقط، وكانت الزيادة بنحو (100 ) ذراع، فأصبح طول المسجد (300 ) ذراع وعرضه (80) ذراعا، وعمّره وزخرفه بالفسيفساء وأعمدة الحديد في سواريه،
وفي سنة 654هـ احتُرق المسجد النبوي الشريف، فأسهم في عمارته من جديد عدد من الخلفاء والقادة المسلمين، وكان أول مَن أسهم في ذلك آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله؛ فأرسل من بغداد المؤن والصُناع وبُدئ في العمل سنة 655هـ.
وفي سنة 1265هـ، أرسل الخليفة العثماني عبدالمجيد الثاني؛ الصُناع والمهندسين والعمال والمؤن وكل ما يلزم لإعادة تعمير وتوسعة المسجد بأكمله, فبدأت العمارة لكامل المسجد؛ حيث استغرقت العمارة نحو 13 سنة.
وبعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - كان من اهتماماته الأولية رعاية شؤون الحرمين الشريفين، وأُجريت إصلاحات عدة للمسجد النبوي الشريف، وفي سنة 1365هـ لُوحظ تصدع في بعض العقود الشمالية وتفتّت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل لافت للنظر, فصدر أمر الملك عبدالعزيز بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد, وفي سنة 1370هـ، بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف، وفي ربيع الأول 1374هـ احتُفل بوضع حجر الأساس للمشروع.
وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ونظراً لتزايد الأعداد الوافدة للمسجد النبوي، خاصة في موسم الحج،فأصدر جلالة الملك فيصل - رحمه الله - أمره بتوسعة المسجد النبوي الشريف, وكانت هذه التوسعة من الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف فقط حيث تمثلت التوسعة التي جرت سنة 1395هـ، بإضافة (35 ألف متر مربع) إلى أرض المسجد النبوي الشريف.
وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود, أمر - رحمه الله - بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للمسجد النبوي الشريف, حيث تمّ في سنة 1405هـ، وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة للمسجد النبوي, وتضمن مشروع توسعة المسجد وعمارته، إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحالي يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب.
وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - تمّ تدشين أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها وهي من المشاريع العملاقة؛ حيث جاء التوجيه بتصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف التي يصل عددها إلى (250 مظلة), كما شهدت المدينة المنوّرة أواخر عام 1433هـ، أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف, دشّنها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي لتصل طاقته الاستيعابية بموجبها إلى مليوني مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع بمشيئة الله تعالى.
لا يزال المسجد النبوي أحد أهم الاماكن لدى المسلمين فهو محل اهتمام العالم الإسلامي أجمع والمملكة العربية السعودية خاصة, حيث يتوالى ملوك السعودية على خدمة قاصدي المسجد النبوي وذلك عن طريق إنشاء مظلات والامر بالتوسع فيه لاستقبال أكبر عدد ممكن من زوار المسجد.
هذا الاهتمام يأتي بعد أن كرم الله السعودية بمسجد نبيه وقبره وهو ثاني أقدس الاماكن بعد المسجد الحرام.